{وسكنتم} في الدُّنيا {في مساكن الذين ظلموا أنفسهم} يعني: الأمم الكافرة {وتبيَّن لكم كيف فعلنا بهم} فلم تنزجروا {وضربنا لكم الأمثال} في القرآن فلم تعتبروا.{وقد مكروا مكرهم} يعني: مكرهم بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وما همُّوا به من قتله أو نفيه {وعند الله مكرهم} هو عالمٌ به لا يخفى عليه ما فعلوا، فهو يجازيهم عليه {وإن كان} وما كان {مكرهم لتزول منه الجبال} يعني: أمر النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أَيْ: ما كان مكرهم ليبطل أمراً هو في ثبوته وقوَّته كالجبال.{فلا تحسبن الله} يا محمد {مخلف وعده رسله} ما وعدهم من الفتح والنَّصر {إنَّ الله عزيز} منيع {ذو انتقام} من الكفَّار يجازيهم بما كان من سيئاتهم.{يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات} تُبدَّل الأرض بأرضٍ كالفضَّة بيضاء نقيَّة يُحشر النَّاس عليها، والسَّماء من ذهبٍ {وبرزوا} وخرجوا من القبور، كقوله تعالى: {وبرزوا لله جميعاً}.{وترى المجرمين} الذين زعموا أنَّ لله شريكاً وولداً يوم القيامة {مقرنين} موصولين بشياطينهم. كلُّ كافرٍ مع شيطانٍ في غلٍّ، والأصفاد: سلاسل الحديد والأغلال.{سرابيلهم} قُمصهم {من قطران} وهو الهِناء الذي يُطلى به الإِبل، وذلك أبلغ لاشتعال النَّار فيهم {وتغشى وجوههم} وتعلو وجوههم {النار}.{ليجزي الله كلَّ نفس} من الكفَّار {ما كسبت} أَيْ: ليقع لهم الجزاء من الله سبحانه بما كسبوا.{هذا} القرآن {بلاغ للناس} أَيْ: أنزلناه إليك لتبلِّغهم {ولينذروا به} ولتنذرهم أنت يا محمد {وليعلموا} بما ذُكر فيه من الحجج {أنما هو إله واحدٌ وليذكر} وليتَّعظ {أولوا الألباب} أهل اللُّبِّ والعقل والبصائر.